الخميس، 15 مايو 2008

قراءة سريعة للمجموعة القصصية(صرخة ألوان)للكاتب احسان جمبي


في ظل هذا الزخم من وسائل الإتصال والطفرة المعلوماتيه،وفي ظل وجود الانترنت هذا العالم الواسع الذي أصبح ملجأ كل من يريد البحث عن "المعلومة "للفائدة أو المتعة والتسلية،مع هذا التطور المتسارع أصبحت القراءة لا تجد لها مكاناً في أوقاتنا
ورغم ذلك غزت المكتبات المؤلفات"التيك أواي"لمواكبة هذا التسارع في الحياة.
لكننا بين حين وحين نرى ما يسعدنا ويشعرنا بإمكانية الرجوع للكتاب والقراءة مرة أخرى.

وفي ظل الأصوات التي لا تفتأ تتهم الشباب بقصور النظر وتفاهة الفكر....يظل هؤلاء الشباب يثبتون أنهم ليسو كذلك وأن تلك الأفكار ما هي إلا في مخيلات المثبطون لهمم الشباب فقط.

كتاب"صرخة الوان" للكاتب الشاب الواعد "احسان جمبي"،يحمل هذا الكتاب بالفعل صرخة في وجه كل متهم للشباب بالسطحية صرخات ملونة متعددة برؤية شبابية واعية مثقة منفتحة على الواقع والحياة صاغها الكاتب في أسلوب قصصي مشوق يحتوي على فلسلفة واقعية لما يراه في هذه الحياة

الكاتب سعودي الجنسية وقد ظهر تأثره ببيئته السعودية بشكل خاص،والعربية بشكل عام
والكاتب يحتوي على عشرة قصص يسميها الكاتب صرخات،تنوعت هذه القصص بين اللون الكوميدي والدرامي والرعب،منها على سبيل المثال قصة بعنوان"ماوراء الخوف"تعرض فيها للخوف الذي قد يسيطر على البشر مع مشكلة اجتماعية نجدها في كثير من المجتمعات وتدعمها ثقافة الخوف من المجهول ،هذا الخوف الذي يسيطر عليهم لمجرد أنهم لا يريدون معرفة الحقيقة،حيث تعرض فيها للناحية النفسية للبشر ،قدمها في قالب رعب تشعر معه بالإثارة وفي نفس الوقت تتجلى لك حقيقة النفس البشرية والفلسفة التي أراد توصيلها للقارئ

وقصتي يوم من "المذاكرة " "وسرعة فوق 120 كم\ساعة"
تحدث فيها بأسلوب رشيق جذاب عما يواجه الشباب من صرعات في حياتهم والتهور الذي يصيب قراراتهم الغير مسؤولة في جانب من الحياة
لقد لمس الكاتب الوتر الحساس الهام لكل الشباب من خلال "يوم من المذاكرة" وتشعر وأنت تقرأ القصة أنها مطابقة تماماً عليك إن كنت من النوع الذي تحدث عنه الكاتب....
بالإضافة إلى أنه لم يتحدث عن أجيال بعيدة وإنما لمس واقع الشباب بسهولة وواقعية غير مفرطة

قصة حياة تثبت كم أن المسفهون بعقول الشباب مخطئين كثيراً ففي هذه القصة يصور الكاتب جانباً مظلماً من المجتمع ويتضح في القصة الوعي بالواقع المعاش وأن الشباب يمكنهم التمييز بين الحقيقة وبين من يريد ايهامهم بحقيقة ما....

وفي قصص أخرى يظهر حس الكاتب السياسي الواعي وقد تحدث بأساليب فنية عما يراه ورؤيته الفلسفية بشكل مبسط سلس يجذب القارئ العادي والمثقف الكبير والصغير.

لغة الكاتب في المجموعة القصية لغة سهلة مرنة ،استطاع تطويع المفردات لتوصيل ما يريد من معنى ولديه أسلوب رشيق للغاية لا تشعر بالوقت وأنت تقرأ ،كما قد تلمح فيه خيطاً رفيعا من أسلوب كاتب الشباب المصري المعروف "نبيل فاروق" لكن الكاتب لم يقع في التقليد والمحاكاة
الكتاب طبعة أولى..وهو متوفر في جريرقطر

ليست هناك تعليقات: