الخميس، 23 أبريل 2009

ســـحــر الـــــكـلام



صعبٌ أن تشعر في قرارة نفسك أن روحك وذاتك لا تنتشيان ولا تحييا إلا بالكتابة لأن القلم غدار خصوصاً إذا استسلمت له تماما .
حين التقيت بصديق يكبرني كثيراً في منزلة والدي" وهو شاعر عامية" شكيتُ له خِصام القلم لي رغم كم الأحداث وكأنني قارب خشبي تؤرجحه موجات البحرالثائرة،الحزينة والسعيدة ورغم ذلك لم أقو على أن أمثّل ذاتي
قال لي: افتحي عينيك أكثر على الدنيا عليّ مقياس إحساسك بها ، تذوقي النسمة والبسمة اجعلي من مواء القطة حزناً بائساً أو فرحة غامرة...تمثلي أحداثك ولونيها، اصنعي لوحات يومياتك بكل اختلافات الحياة وتقلباتها.

وليضعني في وسط ألوان الحياة وتموجاتها أخذني من يدي للشرفة وأشار إلى فتاة في الشرفة المقابلة وقالي لي:

أترين وجه تلك الفتاة إن به ملحمة حياة لو حكتها للشجر لتساقطت أوراقه دموعاً ولشاخت جذوعه حزناً، حركي كاميرا عينيك ولتعطي لها بروفيلاً لتري تناقض الحياة فيها، فهذي الأنف الشامخة تعلو الفم البائس المرسوم حزنا وخصلات التمرد توجه خطوات حياتها أما لونه الباهت فيلون حياتها بذلك اللون الكريه، الرمادي، لون الحواة وراقصي الحبال.
ثم أخذني من يدي إلى الداخل لنحتسي كوب شاي يدفئ أوصالنا أو بالأحرى أوصالي الباردة من هواء الليل ويزيده حرارة مع حرارة كلماته.

أخذ الفنجان وكأن حتى تناوله بيده فلسفة وحكاية أخرى، ثم قال:
حتى فنجان الشاي هذا ملئ بالحكايات اللذيذة كسُكرِك الزيادة ومريرة كثقل الشاي في كوبي.

شعرت أني بصحبة حاوٍ ينقلني بكلمة في فضاءات غريبة متنوعة مختلفة مليئة بالأحداث.


بعد أن فرغت من فنجاني سحبني مرة أخرى إلى الشرفة ولم تزل قطعة البسكويت في يدي، كان الوقتُ متأخراً والشرفات ودعت العالم الخارجي وانغلقت على نفسها كقنافذ تخشى القادم.
ضحك وأشار بإصبعه أسفل الشرفة فرأيت فأراً يرمح بطول الشارع وعرضه



قال لي
ألان تبدأ حياة أخرى ،حياةٌ هذا أحد أبطالها ربما كان والدا يسعى ليطعم صغارا أو شاباً في حربٍ ضروس مع الحياة
جذب يدي وقربها من أنفه قائلاً: رائحة البسكويت المختلطة بعرق كفك جذبتني.....هيا اذهبي واغسليها وفي الغد نكمل الحديث.

ليست هناك تعليقات: