ولأني لستُ كاتبة مشهورة فالهجوم والرفض والإختلاف لأفكاري يأتي من أقرب
الناس لي إما أهلي أو أصدقائي المقربين .
وغالباً حياتنا الضيقه لا تمتلىء بالكثير من المقريبين فرفض واحد مقرب
بكثير من موافقة آخرين لضيق المساحة
الإجتماعية، ساعتها لو أني مشهورة قد تتوازن المعادلة قليلاً
لذا ما يحدث منذ أن بدأت أكتب ، حين علم أبي بإمكانية نشر ما أكتب في
الجرائد قال لي انشريها بإسم أخوكي ؟؟ فرفضت. "صورة متاصلة للمجتمع الذكوري
الرافض للمرأة" ومع تقدم الوقت ودخول
أصدقاء رجال في حيزي الاجتماعي كان الغالب
مهاجم بعضهم بحجة الدين والبعض الأخر بحجة الأخلاقيات العامة
أتقدم اجتماعياً فيضاف إلي صفة زوجة ويتهمني البعض بأني" أعر"
زوجي بأرائي والتي لا يعرفون عنها شيئاً سوى العناوين الفرعية لفكري... وتصلني
رسائل مبطنة من زوجي أن هذا كثير!!
ثم يظهر العنصر النسائي في الصورة تاكيداً على سيطرة أفكار استعمارية باليه
كانو يشغلون رؤسنا بها قديماً والأن استوطناها وأصبحت من تراثنا لتتهمني قريباتي
وصديقاتي بأني أتعدى كل الحدود الأخلاقية وفي أحسن الأحوال كانت الموافقة على أفكاري
تتم في الخفاء حتى لا تمس وهذا أقذر أنواع الإستيطان الفكري!
مقدمة طويلة لمقال قصير مفاده أننا في مرحلة ما بعد الثورة ومن أهم ميزاتها
كشف المستور والوضوح لكثير من الأشياء أصبح جلياأ ما كان يزرع في الأيدلوجيا
العربية وتنامي أفكار حقوق المراة والمساواة من ناحية شغل البال العربي وتغير
أهداف وأسس الفكر حتى اذا ما وصلنا للجو الحالي من الثورات وتنطيف الحياة نجد جذوراً
تنامت وامتدت وأصبح من المتعب والصعب جداً إزالتها .
لقد قمنا بثورة ميدانية هدمنا فقط الجدار الحاجز لكن يظل الكثير لنشعر على
الأقل بأن الثورة جنت أول ثمار الحرية الحقيقية ...كثيرون كانو في السجون لكنهم أحرار؟
الحرية هي حرية فكرية أن تشعر بأن عقلك يتنفس، لا أحب الخوض في سجال مع الحرية أو لست بصدد
ذلك هنا لكن يؤلمني ما يدور حولي من تكشف عقليات المقربين مني بسبب فيضان الوضوح
وبلورة الأفكار دون خوف .
4/1/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق