الثلاثاء، 6 أبريل 2010

الجـــنــس......بلا هويـــة

هذا الموضوع بقماشته التي لا تذبل من المطِ والشدِ والجذبِ تحدث فيه كثيرون من كثيرٍ من الزوايا...وأنا لست بصدد الحديثِ عن زاوية ما، وإنما أتحدثُ من زاوية ما.!

وكأني أعرضُ رأيي أو أعرضُ لقطاتٍ من الحياة ربما لتضعوا تفسيرات في حجراتكم المغلقة أو ربما تنقلوني في القائمةِ السوداء من مجرد العنوان....ولكلٍ اعتباراته الخاصة.

كنتُ في أحد المصالح أنهي بعض الأوراق الرسمية وبجانبي شخصٌ لم أستطع تحديد إن كان ريفياً أم حضرياً - إن كان يهمكم هذا- المهم قال له الموظف نسيتَ إكمال خانة الجنس -تلك التي يكتب فيها ذكر أم أنثى - فأخذ الرجل منه الورق وهو يتلفت حوله ويتمتم بصوت سمعته"أعوذ بالله...الله يعافينا" تعجبتُ ...ولم أتعجب!
أعتقد أن غرفة هذا الرجل المغلقة قد فُتحت على مصراعيها أمامي، والأن تساؤل في محله: هل تعرف العالم النفسي فرويد؟ إن لم تكن تعرف فلن تعلم لماذا رأيتُ غرفته.

أحد الأصدقاء المقربين والذي دائماً كان يرسل رسائل من خلال تعامله وحديثه بخجله الشديد من التطرق لتلك الأمور فيما يتعلق بالعلاقات الفسيولوجية...بالصدفة وقع حاسوبه بين يدي وإذا بنصفِ مساحته أفلام جنسية وعدد مرات المشاهدة يتعدى المعقول!
حين يكتبُ كَاتباً كِتاباً يحوي قضية جنسية يهاجَم بلا عقل أو تروي من باب"ألحق أهاجم لحسن لو سكت يقولوا عليا قبيح زيوا"..!

فما مفهوم القبح هنا في تناول قضية الجنس؟
هل القبح في الحديث عن أمور تهم الفرد بوضوح منعا للّبس وغيرها من النقاط الهامة؟
وهل من الطبيعي وليس القبح أن أجلس وأولادي أمام أفلام عربية - ماهي عربية محترمة زينا أو على الاقل أرحم من الأجنبي- توحي بمناظرلا معنى لها سوى خيالات مريضة على اعتبار تلميح يفهمه الكبار ولا يعقله الصغار، هل أصبح هناك صغار في زماننا الحالي؟
حين تتجرأ وتكتب عن الجنس فأنت متهم مطارد في القائمة السوداء...وأنتِ بذيئة وتسمعين ما لا يسر وربما كنتِ داعرة...!

نقطة أخرى عن المسخ الشرقي للصورة العربية الشرقية الإسلامية حين نرى في الغرب أن الجنس مثل الأكل والشرب حرية شخصية وحين يصبح عادياً أن يُكتبَ في أوراقك الرسمية نوعك المفضل من الجنس، حين تشاهد في برامج غربية يُسأل المشاهدون ماذا يفضلون أيفضلون الإختلاف أم التماثل..!-على اعتبار ساندوتش هامبورجر بالكاتشب أو من غير كاتشب-! فيأتي منتجاَ عربياَ من أصحاب الغرف الغير مغلقة ويعرض فيلم عن فتاة شاذة دون أي هدف حقيقي من ذلك...ثم كلمتين في جريدة ،ورد"اشمعنا احنا يعني هنيجي في دي ومش هنتحضر".
التحضر في استخراج أوراق رسمية بجواز بيوت الدعارة-أومال السياحة تتحرك ازاي!-.

بعد هذا نرى بعض الأطفال(1) يقولون يااه عيب عليكي أوي ازاي تكتبي حاجة زي كده، فأنا فقط بمقالي أصبحتُ بلا احترام وهو وحاسوبه وغرفته المغلقة بكل احترام مادام في الظلام كوطواط أو بومةِ شؤم-على نفسه طبعاً-.
أو إحدى البنات من العنوان"ياااه دي اتجرأت أوي اخص على كدة" دون أن تكلف نفسها عناء القراءة لأنها لو قرأت ربما أكون على حق أو ...وياخوفي من أو ...
قد تكون إحدى الصور المعروضة وياعيني على نفسيتها المرهفة.

من الصور المضحكة جداً:
مرة كنتُ أحدث أحد الأولاد(2) وكان في العشرينيات من عمره قال لي:
أنا بعمل حاجة لله
قولتُ له: ما هي؟
قال لي: بجيب الأفلام الأجنبي واقص المناظر السيئة-والسيئة هنا تعني الجنسية-
قولت له: يعني لازم تتفرج على الفيلم بالكامل وتشوف المناظر فين وبعدين تقص
قال لي:أه
رددتُ عليه:أوا لما يقويك يا بعيد وربنا بريء من الي بتعمله....ال حاجة لله ال
مع العلم أنه من أسرة متدينة وأهله شايفين الواد ال إيه بيصلي، ومراته المسكينة علمها الأدب أصلو بيتكسف من النور..! والمسكينه مكسوفة تقول وإيه الي في الكمبيوتر بتاعك ده...بالمناسبة ما يقصة من الأفلام يحتفظ به، بالتاكيد لغرفته المغلقة..!

"فرويد ده إبن ستين في سبعين"
لماذا؟ فتح علينا نار جهنم منه لله الكافر البعيد

قالت أستاذ دكتورفي محاضرتها وكنتُ فيها:
أتحدى واحدة منكن تقول شيئاً عن حياتها الجنسية مع العلم أنه قد يكون نصفكن منحرفات .... فضجت القاعة من الضحك..!!

أخيراً ماذا يحدث لو كتبت فتاة مقالاً عن الجنس؟ أو نشر كتاباً مبتذلاً ووضع بقرب أمهات الكتب ؟ هل هذا سيُحدث تسونامي جديداً؟؟

كلمتي:بما أن القلم قلمي والمقال مقالي وحرية الرأي مكفولة بكل الشروط التعسفية أقول:المشكلة ليس في الجنس في حد ذاته وإلا لما كان من الفطرةٍ لحفظِ النسل ولاعتبارات روحية أخرى،وليس في الحديث عنه،وإنما في العقول المتحجرة ،ببساطة هل يقفز الطفل ويجري من أول يوم؟ بالطبع لا بحذر شديد يبدأ الجلوس وبحذر أشد مملوء برعايتنا يحاول الحبو ثم الوقوف بمساعدتنا وبرعاية أكبر يخطو أول خطوة سليمة برجل معافاة غير مريضة أو مقوسة...وهكذا الجنس بالأدب والطبيعة ..بالفطرة السليمة نبدأ فهمنا لنكون أسوياء ونظيفين.

ملحوظة(القضية أكبر من حبر قلمي والورق ووقتي في نقل المقال على الحاسب...و ...وشر البلية ما يضحك)

إستفسار ملح: لو كانت التربية الجنسية سليمة وتلك القضية كانت عادية بلا طنين يصم،إذن فسروا لي لمَ التحرش والإغتصاب على عينك يا تاجر..!!

سؤال أكثر إلحاحاً:لمَ هذه القضية الحياتية تأخذ هذا الطابع من الأهمية الغير مبررة
وإجابة هذا السؤال بأن بالفعل فرويد لم يتحدث عبثاً.
وأن الممنوع مرغوب...
----------------------
(1)- الكلمةللسخرية
(2)- الكلمة للتحقير

--------------------
تم نش المقال في جريدتي الطرقة والرأي الالكترونتين
المطرقة
http://www.almatraqa.com/showentry.php?toicid=607

دنيا الرأي
http://pulpit.alwatanvoice.com/content-195043.html

شيماء طه النمر
0;">